فوائد تقشير البشرة بالكريمات

فوائد تقشير البشرة بالكريمات

يُعد تقشير البشرة بالكريمات إحدى أهم الممارسات التجميلية والعلاجية في مجال العناية بالبشرة، ويشكل جزءاً أساسياً من روتين العناية اليومية أو الأسبوعية للبشرة في العديد من الثقافات، سواء للعناية المنزلية أو في العيادات التجميلية. تقوم فكرة التقشير على إزالة طبقات الجلد الميت من سطح البشرة، مما يسمح بظهور طبقة جديدة أكثر نضارة وصحة. وتُستخدم الكريمات المقشرة لتحقيق هذا الهدف بطريقة فعالة وآمنة عند الاستخدام الصحيح والمناسب لنوع البشرة. ويختلف تأثير تقشير البشرة بالكريمات بحسب المكونات المستخدمة في التركيبة، وكذلك حسب تركيز المواد الفعالة ومدة الاستخدام، لكن جميعها تشترك في فوائد جوهرية تؤثر بشكل مباشر على صحة البشرة ومظهرها.

مفهوم تقشير البشرة بالكريمات

تقشير البشرة بالكريمات هو عملية تعتمد على استخدام مستحضرات تحتوي على مركبات فعالة تعمل على تحفيز تقشر الخلايا السطحية للجلد. تُستخدم هذه الكريمات لتسريع دورة تجدد الخلايا، وتحسين ملمس الجلد، وتقليل العيوب الظاهرة، والتخلص من انسداد المسام. وتختلف هذه الكريمات حسب النوع والتركيب، فهناك كريمات تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) مثل حمض الجليكوليك، وأخرى تحتوي على أحماض بيتا هيدروكسي (BHA) مثل حمض الساليسيليك، إضافة إلى تركيبات تعتمد على الإنزيمات أو الريتينول.

أنواع الكريمات المقشرة

1. الكريمات الكيميائية

تعتمد على مركبات كيميائية تذيب الروابط بين خلايا الجلد الميت وتعمل على فصلها عن البشرة. من أشهر هذه المواد:

• حمض الجليكوليك: يعمل على تفتيح البشرة وتحفيز تجددها.

• حمض اللاكتيك: لطيف على البشرة الحساسة ويساعد في الترطيب أيضاً.

• حمض الساليسيليك: ممتاز للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.

2. الكريمات الإنزيمية

تحتوي على إنزيمات طبيعية مستخلصة من الفواكه مثل البابايا أو الأناناس، وتُستخدم للبشرة الحساسة كونها أقل تسبباً في التهيج.

3. الكريمات الميكانيكية

تحتوي على جزيئات صغيرة تساعد على تقشير البشرة يدوياً عند الفرك، مثل حبيبات الجوجوبا أو السكر، وغالباً ما تُدمج مع كريمات مرطبة.

الفوائد العميقة لتقشير البشرة بالكريمات

1. إزالة خلايا الجلد الميتة

تراكم الخلايا الميتة على سطح الجلد يؤدي إلى مظهر باهت وغير صحي. يعمل التقشير بالكريمات على إزالة هذه الخلايا بكفاءة، ما يُعيد للبشرة إشراقتها الطبيعية ويمنحها ملمساً ناعماً.

2. تعزيز تجدد الخلايا

عندما يُزال الطبقة السطحية من الجلد، تبدأ الخلايا الجديدة في الظهور من الطبقات العميقة. هذا التجدد المنتظم يساهم في تحسين نسيج البشرة وتقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة مع مرور الوقت.

3. تنقية المسام ومنع انسدادها

الكريمات التي تحتوي على حمض الساليسيليك على وجه الخصوص تتميز بقدرتها على اختراق المسام وتنظيفها من الزيوت والشوائب، ما يقلل من فرص تشكل الرؤوس السوداء والبثور.

4. توحيد لون البشرة وتقليل التصبغات

تقشير البشرة يقلل من فرط التصبغ الناتج عن الشمس، أو آثار حب الشباب، أو الكلف. فعند إزالة الطبقات المتضررة، تبدأ البشرة في استعادة لونها الطبيعي بشكل تدريجي.

5. تحسين امتصاص منتجات العناية بالبشرة

عندما تكون البشرة خالية من الطبقات الميتة، تصبح أكثر قدرة على امتصاص المستحضرات الأخرى مثل السيروم والكريمات المرطبة والفيتامينات الموضعية، مما يزيد من فعاليتها.

6. علاج حب الشباب وآثاره

يساعد التقشير المنتظم على تقليل الإفرازات الدهنية التي تُسهم في تشكل البثور، كما يعمل على تقليل الآثار التي يتركها حب الشباب مثل التصبغات أو الندوب السطحية.

7. تقليل مظهر التجاعيد

الكريمات التي تحتوي على أحماض التقشير وخاصة الريتينول أو حمض الجليكوليك تساهم في تقليل عمق التجاعيد وتحسين مرونة الجلد مع الاستخدام المنتظم والمراقب طبياً.

8. تحفيز إنتاج الكولاجين

بعض أنواع كريمات التقشير الكيميائية تُحفز خلايا الجلد على إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الأساسي المسؤول عن مرونة الجلد وشبابه. وهذا يساعد في تقوية البشرة ومنع ترهلها.

9. تحسين مظهر الندوب

الاستعمال المتواصل والموجه لكريمات التقشير يساهم في تحسين مظهر الندوب السطحية، خاصة تلك الناتجة عن حب الشباب، حيث يُعاد تشكيل سطح الجلد تدريجياً.

الاحتياطات والاعتبارات عند استخدام كريمات التقشير

رغم الفوائد العديدة التي يوفرها التقشير بالكريمات، إلا أن الاستخدام الخاطئ أو المفرط يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية أو تهيجات جلدية. لذلك يجب مراعاة ما يلي:

• اختيار الكريم المناسب لنوع البشرة: البشرة الجافة تحتاج تركيبات مرطبة أكثر، بينما تستفيد البشرة الدهنية من تركيبات تحتوي على حمض الساليسيليك.

• تجنب استخدامه يومياً: إلا إذا كانت التركيبة مصممة لذلك، لأن الاستخدام المتكرر قد يُضعف حاجز الجلد الواقي.

• الابتعاد عن الشمس بعد التقشير: تصبح البشرة أكثر حساسية للأشعة فوق البنفسجية بعد التقشير، لذا يجب استخدام واقي شمس قوي.

• عدم استخدامه على بشرة ملتهبة أو مجروحة: التقشير قد يزيد من تفاقم الحالة ويؤخر الشفاء.

• تجنب استخدام مستحضرات تقشير أخرى معه: لتفادي تهيج الجلد.

مقارنة بين كريمات التقشير السطحي والمتوسط

أبرز المكونات النشطة في كريمات التقشير

• حمض الجليكوليك (Glycolic Acid): مشتق من قصب السكر، ويعتبر من أحماض ألفا هيدروكسي الأقوى والأكثر فعالية في تجديد البشرة.

• حمض الساليسيليك (Salicylic Acid): من أحماض بيتا هيدروكسي، يمتاز بقدرته على إذابة الدهون داخل المسام، ما يجعله مثالياً للبشرة المعرضة لحب الشباب.

• حمض اللاكتيك (Lactic Acid): مشتق من الحليب، يعمل بلطف على ترطيب البشرة وتقشيرها، ما يجعله ملائماً للبشرة الحساسة.

• الريتينول (Retinol): من مشتقات فيتامين A، يعمل على تقشير عميق وتحفيز تجديد الخلايا وزيادة إنتاج الكولاجين.

• الأنزيمات الطبيعية (Papain، Bromelain): تُستخدم للبشرة شديدة الحساسية وتعمل بلطف على إذابة الخلايا الميتة دون تهيج.

استخدامات خاصة لتقشير البشرة بالكريمات

تقشير الشفاه

توجد كريمات مخصصة لتقشير الشفاه تحتوي على إنزيمات لطيفة أو أحماض خفيفة تعمل على إزالة الجلد المتشقق، ما يجعل الشفاه أكثر نعومة واستعداداً للترطيب.

تقشير المناطق الداكنة

تُستخدم كريمات تحتوي على حمض اللاكتيك أو الأزيليك في مناطق مثل الركب، الأكواع وتحت الإبط لتفتيح البشرة وتوحيد اللون.

تقشير اليدين والقدمين

بسبب سماكة الجلد في هذه المناطق، تُستخدم كريمات ذات تركيز أعلى لتقشير الكعبين أو راحة اليد، وغالباً ما تُدمج مع مركبات مرطبة مثل اليوريا أو زبدة الشيا.

خاتمة علمية

يمثل تقشير البشرة بالكريمات ركيزة أساسية في الطب التجميلي والعناية الذاتية بالبشرة، وقد أثبت فعاليته في تحسين مظهر البشرة، وتوحيد لونها، وعلاج العديد من المشاكل الجلدية. وتعتمد النتائج على عدة عوامل من بينها اختيار المنتج المناسب، وتكرار الاستخدام، والالتزام بالروتين الكامل للعناية بعد التقشير. ومن المهم اتباع الإرشادات الطبية وتفادي الإفراط في الاستخدام أو المزج بين كريمات متعددة لتفادي الآثار الجانبية.

المصادر

1. American Academy of Dermatology (AAD) – www.aad.org

2. Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology, Vol. 10, Issue 3 (2017)